السبت، 11 يناير 2014

من اجمل ما قاله نزار قباني في المرأه من قصائد الحب و الغزل _ مدونة الخفوق





              أريد أن أقول ولو لمرة واحدة إنني لست تلميذا لشهريار ..                                    

 ولم أمارس أبداً هواية القتل الجماعي وتذويب النساء في حامض الكبريت .. 

  
 ولكنني شاعر يكتب بصوت عال ويعشق بصوت عال ..


 وطفل أخضر العينين مشنوق على بوابة مدينة لا تعرف الطفولة.




اهداء خاص الى حبيبتي منار





يا سيِّدتي: 



كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي


قبل رحيل العامْ.


أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ


بعد ولادة هذا العامْ..


أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ


أنتِ امرأةٌ..

صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..


ومن ذهب الأحلامْ..


أنتِ امرأةٌ.. كانت تسكن جسدي


قبل ملايين الأعوامْ..





يا سيِّدتي:


يالمغزولة من قطنٍ وغمامْ


يا أمطاراً من ياقوتٍ..


يا أنهاراً من نهوندٍ..


يا غاباتِ رخام..


يا من تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..


وتسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ


لن يتغيرَ شيءٌ في عاطفتي..


في إحساسي..


في وجداني.. في إيماني..


فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..



*****


يا سيِّدتي:


لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ وأسماء السنواتْ.


أنتِ امرأةٌ تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.


سوف أحِبُّكِ..


عند دخول القرن الواحد والعشرينَ..


وعند دخول القرن الخامس والعشرينَ..


وعند دخول القرن التاسع والعشرينَ..


و سوفَ أحبُّكِ..


حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..


وتحترقُ الغاباتْ..





يا سيِّدتي:


أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..


ووردةُ كلِّ الحرياتْ.


يكفي أن أتهجى إسمَكِ..


حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..


وفرعون الكلماتْ..


يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..


حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..


وتُرفعَ من أجلي الراياتْ..



*****


يا سيِّدتي


لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.


لَن يتغيرَ شيءٌ منّي.


لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ


لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ


لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ


حين يكون الحبُ كبيراً..


والمحبوبة قمراً..


لن يتحول هذا الحُبُّ


لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ…



يا سيِّدتي:


ليس هنالكَ شيءٌ يملأ عَيني


لا الأضواءُ..


ولا الزيناتُ..


ولا أجراس العيد..


ولا شَجَرُ الميلادْ.


لا يعني لي الشارعُ شيئاً.


لا تعني لي الحانةُ شيئاً.


لا يعنيني أي كلامٍ


يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.



*****


يا سيِّدتي:


لا أتذكَّرُ إلا صوتُكِ


حين تدقُّ نواقيس الآحادْ.


لا أتذكرُ إلا عطرُكِ


حين أنام على ورق الأعشابْ.


لا أتذكر إلا وجهُكِ..


حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..


وأسمعُ طَقْطَقَةَ الأحطابْ..


ما يُفرِحُني يا سيِّدتي


أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ


بين بساتينِ الأهدابْ…


ما يَبهرني يا سيِّدتي


أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..


أعانقُهُ..


وأنام سعيداً كالأولادْ…



*****

يا سيِّدتي..


ما أسعدني في منفاي


أقطِّرُ ماء الشعرِ..


وأشرب من خمر الرهبانْ


ما أقواني..


حين أكونُ صديقاً


للحريةِ.. والإنسانْ…



*****


يا سيِّدتي:


كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..


وفي عصر التصويرِ..


وفي عصرِ الرُوَّادْ


كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً


في فلورنسَا.


أو قرطبةٍ.


أو في الكوفَةِ


أو في حَلَبٍ.


أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ…



*****


يا سيِّدتي..


كم أتمنى لو سافرنا


نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ


حيث الحبُّ بلا أسوارْ


والكلمات بلا أسوارْ


والأحلامُ بلا أسوارْ



*****


يا سيِّدتي..


لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ، يا سيدتي


سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..


وأعنفَ مما كانْ..


أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..


وفي تاريخِ الشعْرِ..


وفي ذاكرةَ الزنبق والريحانْ…






يا سيِّدةَ العالَمِ


لا يُشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ


أنتِ امرأتي الأولى.


أمي الأولى


رحمي الأولُ


شَغَفي الأولُ


شَبَقي الأوَّلُ


طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ…



*****


يا سيِّدتي:


يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى


هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..


هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..


كي أستوطنَ فيها..


قولي أيَّ عبارة حُبٍّ


حتى تبتدئَ الأعيادْ



حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ..      أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..



من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي     و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ



يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي     ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ



هذي أغانيَّ و هذا أنا     يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ



غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ     و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير..



واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ     و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ



فلا تقولي : يا لهذا الفتى     أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ



و اللّوزَ .. و التوليبَ حتى أنا     تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ



و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ     إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ



غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ     فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ



دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي     كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ



ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ     لو لَمْ تكنْ عَيناكِ… ماذا تصيرْ ؟


عامان .. مرا عليها يا مقبلتي



وعطرها لم يزل يجري على شفتي


كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها


ولا يزال شذاها ملء صومعتي


إذ كان شعرك في كفي زوبعة


وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي


قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل


من الهوى أن تكوني أنت محرقتي


لما تصالب ثغرانا بدافئة


لمحت في شفتيها طيف مقبرتي


تروي الحكايات أن الثغر معصية


حمراء .. إنك قد حببت معصيتي


ويزعم الناس أن الثغر ملعبها


فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟


يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها


شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي


ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا


ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..


ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل


طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟


لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة


يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي


ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية


نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت


تركتني جائع الأعصاب .. منفردا


أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.



********


حُبُّكِ طيرٌ أخضرُ ..


طَيْرٌ غريبٌ أخضرُ ..


يكبرُ يا حبيبتي كما الطيورُ تكبْرُ


ينقُرُ من أصابعي


و من جفوني ينقُرُ


كيف أتى ؟


متى أتى الطيرُ الجميلُ الأخضرُ ؟


لم أفتكرْ بالأمر يا حبيبتي


إنَّ الذي يُحبُّ لا يُفَكِّرُ …


حُبُّكِ طفلٌ أشقرُ


يَكْسِرُ في طريقه ما يكسرُ ..


يزورني .. حين السماءُ تُمْطِرُ


يلعبُ في مشاعري و أصبرُ ..


حُبُّكِ طفلٌ مُتْعِبٌ


ينام كلُّ الناس يا حبيبتي و يَسْهَرُ


طفلٌ .. على دموعه لا أقدرُ ..


حُبُّكِ ينمو وحدهُ


كما الحقولُ تُزْهِرُ


كما على أبوابنا ..


ينمو الشقيقُ الأحمرُ


كما على السفوح ينمو اللوزُ و الصنوبرُ


كما بقلب الخوخِ يجري السُكَّرُ ..


حُبُّكِ .. كالهواء يا حبيبتي ..


يُحيطُ بي


من حيث لا أدري به ، أو أشعُرُ


جزيرةٌ حُبُّكِ .. لا يطالها التخيُّلُ


حلمٌ من الأحلامِ ..


لا يُحْكَى .. و لا يُفَسَّرُ ..



*****


حُبُّكِ ما يكونُ يا حبيبتي ؟


أزَهْرَةٌ ؟ أم خنجرُ ؟


أم شمعةٌ تضيءُ ..


أم عاصفةٌ تدمِّرُ ؟


أم أنه مشيئةُ الله التي لا تُقْهَرُ



*****


كلُّ الذي أعرفُ عن مشاعري


أنكِ يا حبيبتي ، حبيبتي ..


و أنَّ من يُحِبُّ ..


لا يُفَكِّرُ ..


تحياتي الى كل متتبيعينا


انتظرو منا الجديد

...








هناك تعليقان (2):